قصة نجاح رائد الأعمال الملياردير السوداني محمد إبراهيم (مو ابراهيم):
واحد من رواد الأعمال الناجحين الذين غيروا العالم بنجاحاته الباهرة، واليوم نحكي قصة نجاحاته تلك من قمة النجاح العلمي والأكاديمي بوصوله درجة الاستاذية، إلى قمة النجاح المهني والوظفي بوصوله لمنصب المدير التنفيذي لكبرى شركات الاتصالات البريطانية ثم الى قمة النجاح في ريادة الأعمال بتأسيسه شركة عالمية وصلت قيمتها للمليارات، ثم قمة النجاح المالي بثروة تقدر بمليارات الدولارات وإلى قنة النجاح المجتمعي والإنساني بإنشاءه منظمة مو ابراهيم الخيرية وجائزة الحكم الرشيد للرؤساء الأفارقة، تعرف على القصة الكاملة لنجاحات البروف المهندس رجل الأعمال الملياردير الإنسان محمد إبراهيم السوداني.
الولادة والنشأة والحياة العامة:
وُلد محمد فتحي إبراهيم بتاريخ الثالث من شهر أيار من العام 1946 ميلادي، في مدينة حلفا القديمة في السودان، ثم غادرت عائلته إلى مصر بسبب عمل والده حيث كان يعمل بالتجارة، ونشأ وترعرع في مصر، زوجته الأولى هي المستشارة والاختصاصية السابقة في العلاج بالأشعة في "ناشيونال هيلث سيرفيس" هنية المرسي، وله منها ابنة اسمها هديل وهي المديرة التنفيذية لمؤسسة "Mo Ibrahim"، وابن اسمه هوش وهو ممثل. وحالياً محمد إبراهيم متزوِّج من سكرتيرته الإنجليزية. كما أنَّ محمد إبراهيم معروفٌ بأعماله الخيرية؛ حيثُ بنى المستشفيات والمدارس وساعد الفقراء كثيراً في معظم دول القارة الإفريقية.
النجاح العلمي لمحمد ابراهيم:
كان محمد ابراهيم شخصية ناجحة منذ صغره وأظهر نبوغه العلمي حيث حصل على الدرجة الأولى في الثانوية العامة؛ حيث كُرِّم من قِبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر آنذاك، التحق محمد بجامعة الإسكندرية، وتخرَّج فيها حاصلاً على شهادة الهندسة الكهربائية، وفي العام 1974 ميلادي حصل على قبول من جامعة برادفورد في إنكلترا، وبالفعل التحق بها وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة الإلكترونية والكهربائية. ولم يكتفِ محمد بذلك؛ بل تابع في جامعة برمنغهام وحصل على شهادة الدكتوراه في مجال الاتصالات، وكان موضوع رسالته عن "إعادة استخدام الترددات الراديوية" وفي أثناء دراسته الدكتوراه كان يُدرس أيضاً في جامعة برمنغهام. و في أوائل الثمانينات وبعد أن تمكَّن محمد إبراهيم من الحصول على درجة البروفيسور.
نجاحات محمد إبراهيم العملية:
عمِل مدرِّساً لمواد الاتصالات في جامعة " Thames Polytechnic" والتي تُعرَف حالياً باسم جامعة "Greenwich"، وفي العام 1983 ميلادي قرَّر محمد ترك مجال التدريس، وتمكَّن من شغل منصب المدير التقني في شركة "Greenwich"؛ حيثُ كان مسؤولاً عن إدارة العمليات اللاسلكية فيها، وكانت هذه الشركة تابعة لشركة الاتصالات البريطانية "British Telecom" وكانت من أكبر شركات الاتصالات البريطانية آنذاك. وفي العام 1989 ميلادي ترك محمد ابراهيم العمل في شركة "British Telecom" بعد أن اكتسب خبرة عميقةً جداً في مجال الاتصالات، ويقول إبراهيم عن تلك المرحلة: "عندما تركتُ وظيفتي في كبرى الشركات في لندن، أُصِبْتُ بالإحباط، فقد فقدت معها سيارتي، وسكرتيرتي، وهاتفي النقال، وكل المميزات الجميلة".
نجاحات محمد إبراهيم في ريادة الأعمال:
لم ييأس محمد وقرَّر تأسيس شركته الخاصة "Mobile Systems International" ومن الجدير بالذكر أنَّه افتتح شركته بداية الأمر في منزله وتحديداً في غرفة الطعام، وكانت هذه الشركة عبارة عن شركة استشارات وبرمجيات، ومختصة اختصاصاً أساسياً بتصميم شبكات الهواتف النقالة. ومع تزايد التطور والتقدُّم في مجال الاتصالات اللاسلكية في جميع أنحاء العالم، لاحظ محمد ابراهيم النقص الشديد الذي تُعاني منه قارته إفريقيا في هذا المجال، فقرر في العام 1998م سدَّ هذا النقص، وتقديم جميع احتياجات المستهلكين، وعلى الرغم من تحذيرات الخبراء بألا يفعل ذلك لكنَّه أسَّس شركة "MSI Cellular Investments" والتي سميت فيما بعد باسم "Celtel". وكانت هذه الشركة عبارة عن مزوِّد خدمة وليست مختصة باستشارات التصميم، وبدأت شركته هذه في أوغندا، ثم توسَّعت وافتتح فروعاً لها في سيراليون، والجابون، والكونغو، ومالاوي. وقال محمد إبراهيم عن تلك المرحلة: "في فترة التسعينات، وحين أردت أن أجلب الاتصالات النقالة لإفريقيا، نصحني الخبراء بألَّا أفعل ذلك، فاسم هذه القارة كان مرادفاً لعدم الاستقرار، والانقلابات، والثورات، والفساد، والرشاوى، وحتى لو تخطَّيت ذلك فسيكون عليَّ أن أقرض الناس المال ليشتروا به الهاتف النقال ليستخدموا خدمات شبكتي، لكنَّني قررت أن أفعل ذلك، على الرغم من هذه النصائح". وتمكَّن إبراهيم من جعل "Celtel" من أكبر مزودي خدمة الاتصالات في القارة الإفريقية، وحقَّق نجاحاً ضخماً، عندما انتشرت خدمته في حوالي 12 بلداً إفريقياً، ومن الجدير بالذكر أنَّه وفقاً للإحصاءات زاد عدد مستخدمي الهواتف النقالة في هذه القارة من 7.5 مليون مشترك في العام 1999 ميلادي، ليصل نحو 76.8 مليون مشترك في العام 2004 ميلادي، وقال إبراهيم في إحدى مقابلاته: "لقد غيَّرت صناعة المحمول في إفريقيا". ومن العوائق الكبيرة والصعوبات التي واجهت مسيرة محمد إبراهيم العملية؛ الفساد، والرشاوى التي كانت مستفحلة في الدول الإفريقية، ولكنَّه على الرغم من كل ذلك قرر عدم الموافقة على إعطاء أو قبول أي رشوة من قِبله أو من قِبل المساهمين في شركته، واستطاع أن يفرض ذلك على جميع مَن تعامَل معه. بل وكانت تلك العواقب عتبة جديدة في سلم نجاحاته كما سنرى لاحقا.
ما تراه مشكلة قد يراه الآخر فرصة وكل أزمة قد تكون سبب للإنطلاق ومن المعاناة يولد الابداع
النجاحات المالية لمحمد إبراهيم:
وفي العام 2000 ميلادي قرر بيع شركته "Mobile Systems International" لشركة "Macroni" مقابل 900 مليون دولار أمريكي، وكانت شركته آنذاك تضم 17 شركة تابعة لها، وكان عدد الموظفين في جميع هذه الفروع مع الشركة حوالي 800 موظفاً، يملكون 30% من حصة الشركة. وفي العام 2005 ميلادي وتحت ضغط المساهمين وعلى الرغم من عدم رغبته، باع محمد شركة "Celtel" لصالح شركة الاتصالات الكويتية "Kuwait’s Mobile Telecommunications" مقابل 3.4 مليار دولار أمريكي. وبهذه الصفقة أصبح محمد إبراهين من أغنى أغنياء العالم وتجاوزت ثروته المليارين ونصف دولار أمريكي.
نجاحات محمد إبراهيم الإجتماعية:
وفي العام 2006 ميلادي قرر إبراهيم التوجه نحو الأعمال الخيرية فأنشأ مؤسسة "Mo Ibrahim foundation" بجهدٍ خاصٍ منه لتنمية القارة الإفريقية واختار لندن مقراً لها. وفي العام 2007 ميلادي أطلقت مؤسسة "Mo Ibrahim foundation" جائزة الحكم الرشيد، وهي أكبر جائزة عالمية تُطبقها مؤسسةٌ خيرية تُمنح لرؤساء الدول والحكومات في إفريقيا لتشجيع الحكم الرشيد وإشاعة الديمقراطية، والتنمية، والعدالة، وتبلغ قيمة الجائزة 5 ملايين دولار أمريكي، وراتباً شهرياً قيمته 200 ألف دولار أمريكي مدى الحياة. ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ مو إبراهيم هو المموِّل الوحيد لهذه الجائزة، وقد قال إبراهيم في إحدى مقابلاته التلفزيونية عن أهمية وجود مثل هذه الجائزة: "لقد وصلنا لقناعة؛ دون الحكم الرشيد لن نحلَّ أي مشكلة في إفريقيا؛ حيثُ إنَّ حجم المساعدات لإفريقيا كان 70 ألف مليون دولار في السنة، بالإضافة إلى الدخل القومي الخاص بالـ 35 دولة في إفريقيا، فإذاً لماذا نحن لم نستطع المشي قُدماً؟ وما هي المشكلة؟ إفريقيا قارة غنية جداً بل ومن أغنى قارات العالم، والأفارقة قليلون؛ كلهم حوالي (940 إلى 950) مليون نسمة أي حوالي ثلثي الهند، إذاً لماذا نحن فقراء وحالنا بهذا الشكل؟ الحُجج المقدمة هي الاستعمار، ودائماً ما نلقي بالأخطاء على الآخرين".
متأكد؟
تعديل
الجوائز التي نالها محمد إبراهيم:
لقد حصد محمد إبراهيم الكثير من الجوائز تكريماً له على ما قام به من ثورة في مجال الاتصالات في القارة الإفريقية، ومن أهم هذه الجوائز والتكريمات التي نالها ما يلي:
• مُنِح درجة الدكتوراه الشرفية في الاقتصاد من قِبل جامعة كلية لندن للدراسات الإفريقية والشرقية.
• ثم مُنِح جائزة "GSM Association Chairman's Award" الفخرية في العام 2007 ميلادي.
• كما مُنِح جائزة "BNP Paribas Prize" للأعمال الخيرية في العام 2008 ميلادي. • كذلك مُنِح جائزة "Clinton Global Citizen" في العام 2010 ميلادي.
• ومُنِحَ الدكتوراه الشرفية في القانون من قِبل جامعة بنسلفانيا في العام 20011 ميلادي.
• وكذلك مُنِح جائزتي "Africare Leadership Award" و"Kiel Institute Global Economy Prize" في العام 2011 ميلادي.
• ومنح ايضا مُنِح في العام 2012 جائزتين عن أعماله التي قام بها لتنمية إفريقيا وهما: "Millennium Excellence Award" و"David Rockefeller Bridging Leadership Award".
• ومُنِح لقيادته وخدماته المتميزة ميدالية أيزنهاور "Eisenhower Medal".
• واخيرا وليس آخرا مُنِحَ ميدالية "Foreign Policy Association Meda".
وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد قدَّمنا لكم قصة نجاح البوفسير والمهندس ورائد الأعمال الإنسان السوداني محمد إبراهيم، نتمنى أن تكون هذه القصة والسيرة الذاتية ملهمة لكم ومحفزة. الرجاء ترك انطباعاتك واراءك في التعليقات.
وشكرا لاكمالك القراءة وشكرا لتفاعلك ومشاركتك لنا النجاح والإلهام.
منصة كون للأعمال
منصة انطلاقك لنجاح اعمالك
كاتب المقال
مصطفى شمت
قصة نجاح رائد الأعمال والملياردير السوداني محمد إبراهيم (مو ابراهيم):